عالم دين مسلم 450 هـ - 505 هـ:أبو محمد الغزالي


هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي النيسابوري الفقيه الصوفي الشافعي الأشعريالملقب بحجة الإسلام وزين الدين (450 هـ - 505 هـ)، مجدد القرن الخامس الهجري، أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي.


ولد أبو حامد الغزالي بقرية "غزالة" القريبة من طوس من إقليم خراسان عام (450 هـ \ 1058 م)، وإليها نسب الغزالي. ونشأ الغزالي في بيت فقير من عائلة خراسانية وكان والده رجلاً زاهداً ومتصوفاً لا يملك غير حرفته، ولكن كانت لديه رغبة شديدة في تعليم ولديه محمد وأحمد، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى صديق له متصوف برعاية ولديه، وأعطاه ما لديه من مال يسير، وأوصاه بتعليمهما تأديبهما. اجتهد الرجل في تنفيذ وصية الأب على خير وجه حتى نفد ما تركه لهما أبوهما من المال، وتعذر عليه القيام برعايتهما والإنفاق عليهما، فألحقهما بإحدى المدارس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والتي كانت تكفل طلاب العلم فيها.[عدل]
مولده ونشأته

ابتدأ طلبه للعلم في صباه، فأخذ الفقه في طوس، ثم قدم نيسابور ولازم إمام الحرمين الجويني في نيسابور فأخذ عنه جملة من العلوم في الفقه وأصوله وعلم الكلام والمنطق، وفي هذه الفترة ألف الغزالي كتابه "المنخول" وعرضه على شيخ الجويني الذي علق عليه قائلا: دفنتني وأنا حي! هلا صبرت حتى أموت؟!. واجتهد الغزالي في طلب العلم حتى تخرج في مدة قريبة وصار أنظر أهل زمانه وأوحد أقرانه.

[عدل]
شيوخه

درس الغزالي على عدد من العلماء والأعلام، منهم:
  • الإمام أحمد الرازكاني، أخذ عنه الفقه في طوس.
  • الإمام أبي نصر الإسماعيلي.
  • إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، أخذ عنه الفقه وأصوله وعلم الكلام والمنطق والفلسفة.
  • الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي، تلميذ أبو القاسم القشيري، والذي اشتهر في زمانه حتى صار مقصد طالبي التصوف[1]، وقد أخذ عنه الغزالي التصوف.
  • الشيخ يوسف النساج، وقد أخذ عنه التصوف.]

بداية تدريسه

جلس الإمام الغزالي للإقراء وإرشاد الطلبة وتأليف الكتب في أيام إمامه الجويني، وكان الإمام يتبجح به ويعتد بمكانه منه. ثم خرج من نيسابور وحضر مجلس الوزير نظام الملك فأقبل عليه وحل منه محلاً عظيماً لعلو درجته وحسن مناظرته، وكان مجلس نظام الملك محطاً لرحال العلماء، ومقصد الأئمة والفضلاء، ووقع للإمام الغزالي فيها اتفاقات حسنة من مناظرة الفحول، فظهر اسمه وطار صيته، فأشار عليه نظام الملك بالمسير إلى بغداد للقيام بالتدريس في المدرسة النظامية، فسار إليها سنة أربع وثمانين (484 هـ) وأعجب الكل بتدريسه ومناظرته وحضره الأئمة الكبار كابن عقيل وابي الخطاب وتعجبوا من كلامه ونقلوه في مصنفاتهم [4]، فصار إمام العراق بعد أن حاز إمامة خراسان، وارتفعت درجته في بغداد على الأمراء والوزراء والأكابر وأهل دار الخلافة.

[عدل]
تجربته المعرفية والروحية

مرّ الإمام الغزالي في حياته بمرحلة شكّ خلالها في الحواس والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني (وهذه الحالة هي التي تسمى فترة الشك وهي غير الأزمة الروحانية التي أدت بالغزالي إلى ترك بغداد ؛ وهي الأزمة الأولى وهي بطابعها غير روحانية وإنما هي معرفية) ودخل في مرحلة من السفسطة الغير منطقية حتى شفاه الله منها بعد مدة شهرين تقريبا، حيث يقول عن نفسه: فلما خطرت لي هذه الخواطر - خواطر الشك في المحسوسات والمعقولات - وانقدحت في النفس، حاولت لذلك علاجاً فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية، فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل. فأعضل هذا الداء، ودام قريباً من شهرين أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال، حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقاً بـها على أمن ويقين؛ ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف[5].
ويتابع الغزالي قائلا عن نفسه: ولما شفاني الله من هذا المرض بفضله وسعة جوده، أنحصرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق:
  • المتكلمون: وهم يدَّعون أنـهم أهل الرأي والنظر.
  • الباطنية: وهم يزعمون أنـهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم.
  • الفلاسفة: وهم يزعمون أنـهم أهل المنطق والبرهان.
  • الصوفية: وهم يدعون أنـهم خواص الحضرة وأهل المشاهدة والمكاشفة.
فقلت في نفسي : الحق لا يعدو هذه الأصناف الأربعة، فهؤلاء هم السالكون سبل طلب الحق، فإن شذَّ الحق عنهم، فلا يبقى في درك الحق مطمع... فابتدرت لسلوك هذه الطرق، واستقصاء ما عند هذه الفرق، مبتدئاً بعلم الكلام، ومثنياً بطريق الفلسفة، ومثلثاً بتعلم الباطنية، ومربعاً بطريق الصوفية.

sumber:http://ar.wikipedia.org/wiki/أبو_حامد_محمد_بن_محمد_الغزالي

Comments

Popular posts from this blog

Checklist Hafazan Anak-Anak.